في إطار مشروع النهوض بالفلاحة
المسديمة والتنمية الريفية (PAD) الذي تنجزه الوكالة الألمانية للتعاون
الفني GIZ بالتعاون مع وزارة الفلاحة انعقدت
اليوم الثلاثاء 17 نوفمبر 2014 بمركز التكوين المهني الفلاحي بسيدي بوزيد ورشة عمل حول
منظومة لحوم الأغنام "سلالة النجدي"
وذلك بحضور السيدة : أندريا ويدزار مكلفة بمهمة بالوكالة الألمانية للتعاون الفني
بتونس (GIZ) مشروع PAD عن الجانب الألماني
والسيد محمد لزهر العشي المنسق الوطني لجانب وزارة الفلاحة التونسية لمشروع PAD عن الجانب التونسي وذلك تحت
إشراف السيد محمد المحمدي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد وبحضور ممثلي
المنظمات والهياكل المهنية والمصالح الفنية الجهوية ذات العلاقة.
بعد كلمة
الافتتاح والترحيب التي تقدم بها السيد محمد الصالحي رئيس قسم الإحصاء والمنسق
الجهوي لتدخلات المشروع الألماني قدم السيد: عاطف الظاهري المنسق الإقليمي لتدخلات
مشروع النهوض بالفلاحة المسديمة
والتنمية الريفية (PAD) الذي تنجزه الوكالة الألمانية للتعاون
الفني GIZ بالتعاون مع وزارة الفلاحة بولايات القيروان سيدي بوزيد والقصرين واستعرض
أهداف الورشة والمتمثلة في:
1. تقديم دراسة منظومة لحوم الأغنام "سلالة النجدي".
2. التعمق في دراسة التحديات التي تحد من تطور هذه المنظومة مع الحرص على
تشريك كافة الأطراف المتداخلة.
3. تحديد حلقات الانتاج الأكثر مردودية.
4. تحديد هياكل الدعم.
ثم أحال
الكلمة إلى السيدة نزيهة العاتي دكتورة مختصة في تربية الأغنام بالمعهد الوطني
للبحوث الفلاحية وهي المستشارة المكلفة لدى مشروع GIZ بدراسة
منظومة لحوم أغنام سلالة النجدي بولاية سيدي بوزيد، فقدمت مداخلة تمحورت في كيفية تثمين
لحوم سلالة النجدي وتمييزها بقيمة مضافة وذلك بتحقيق بعض الأهداف أهمها:
1. الترفيع في مداخيل المربين.
2. الترفيع في هامش مرابيح المحولين.
3. الانخراط في منظومة التصدير.
4. استقرار وديمومة العلاقات التجارية.
.... وهي أهداف تساهم
في تشجيع الاستثمار في قطاع تربية الماشية وخلق المزيد من مواطن الشغل فضلا عن الاستدامة
التي يمكن تحقيقها في المجال الاقتصادي وربما البيئي.
وأكدت الدكتورة العاتي على التحولات العميقة التي شهدها
قطاع تربية الأغنام على المستوى الوطني حيث واكب هذا القطاع تحول المجتمع من مجتمع
رعوي يعتمد على تربية الأغنام " السلالة البربرية " (النجدي) وظاهرة الانتجاع
والبحث عن المراعي إلى مجتمع زراعي يعتمد فيه الاقتصاد بالأساس على الزراعات
الكبرى البعلية والأشجار المثمرة والمناطق السقوية وتربية الماشية بشكل مكثف يعتمد
على الأعلاف المتوفرة بالسوق ومخلفات الضيعة. |
| السيد عاطف الظاهري منسق مشروع النهوض بالفلاحة المستديمة والتنمية الرفية |
وفي خصوص الصورة العامة للقطاع بولاية سيدي بوزيد موضوع
الدراسة أكدت المتداخلة على هشاشة هذا القطاع بالجهة واستشهدت بمدى تدني أداء قطاع
المراعي وحتى منابت الحلفاء جراء الاستغلال المفرط وتعاطي الزراعات غير الملائمة
ولاحظت أن سياسة منح الدولة التي تدعم أسعار الشعير على حساب اللحوم شجعت البعض
على الانخراط في منظومة تسمين الخرفان والتخلي تدريجيا عن تربية الأغنام في شكل
قطيع وهو توجه ساهم قطعا في خلل على مستوى ديمومة استقرار القطيع فضلا عن تطوره.
وفي العموم يمكننا أن نستخلص أن تربية الأغنام على مستوى الجهة تعد قطاع رئيسي لدى مزارعي
البعلي في ما تعتبر نشاطا ثانويا لدى فلاحي المناطق السقوية.
ومن نتائج الدراسة التي تقوم بها الدكتورة العاتي أن
قطيع الأغنام
"نجدي وغربي" بولاية سيدي بوزيد قد شهد على
مدى عشرة سنوات التغيرات التالية:
الموسم
|
نجدي
|
غربي
|
2005-2006
|
63.4 %
|
36.6 %
|
2014-2015
|
33.0 %
|
66.0 %
|
مع ملاحظة أن معتمديتي جلمة والمزونة تحافظان على نسبة
60 بالمائة من سلالة النجدي.
وعن مختلف الطرق المتبعة لتسمين الخرفان قسمت الدراسة
طرق التسمين حسب مصادر التزود والمدة والغرض.
أمام ما يتوفر من خبرة أو زاد معرفي في التعامل مع تربية
الأغنام عموما وسلالة النجدي خصوصا وتطور هذه المهارة ضمن مجال جغرافي محدد يمكن
الحديث عن (SQS) علامة جودة خاصة بهذا المنتج وفي
هذا المجال لا بد من المرور عبر مجامع التنمية الفلاحية أو الشركات التعاونية
للخدمات لتثمين المنتج وإبراز خصوصياته وتمييزه عن بقية المنتجات المشابهة
المتواجدة بالسوق.
وذكرت بدور مختلف الأطراف المتداخلة في المنظومة كالمندوبية
الجهوية للتنمية الفلاحية وديوان تربية الماشية والمنظمات والهياكل المهنية ذات
الصلة. وفي المحصلة أبرزت الدراسة عديد الأسئلة التي تتطلب أجوبة ينتظر أن نجدها
في التقرير النهائي للدراسة التي لا تزال بصدد الانجاز من ذلك :
تحديد أسباب تدهور نسبة سلالة النجدي من 63 % سنة 2005 إلى 33 % سنة
2014 ...
هل فعلا لا يوجد فرق لدى المستهلك بين لحوم سلالة النجدي
والسلالات الأخرى.
 |
| (من اليمين إلى اليسار) السيدة أندريا ويدزار والسيد محمد لزهر العشي والدكتورة العاتي |
هل هناك مجال جغرافي لمحبي سلالة النجدي.
هل يفضل البعض لحوم سلالة الغربي على النجدي.
هل يقع الإقبال على سلالة النجدي فقط في عيد الإضحى.
وفي المطلق هل تختلف لحوم سلالة النجدي عن غيرها من
اللحوم... المؤكد أن أمام مؤسسات البحث العلمي الكثير للمساعدة على الإجابة.
وبعد المداخلة وفتح باب النقاش انقسم الحضور إلى ورشتي عمل الأولى ناقشت
كل ما يتعلق بالإنتاج والثانية كل ما يتعلق بالترويج.
وبعد المناقشة وتقديم ملاحظات فريقي العمل وتقييمها أكدت
أسرة مشروع النهوض بالفلاحة المسديمة والتنمية الريفية (PAD) على لسان السيدة أندريا ويدزار استعدادها للتدخل ضمن ما يسمح به مجال
تدخل المشروع وهو التكوين والمرافقة وتدعيم المؤسسات الداعمة وأكدت أن هذا الدعم
يمكن أن يكون في حدود 100 ألف أورو. وتم تدوين ملاحظات ومقترحات الحضور .
واختتمت أشغال الورشة في حدود الساعة الثانية بعد
الزوال.
محسن لافي 
